{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي} البعض يستأذن في التخاذل عن الجهاد يريد أن يتخاذل بإذن، ثم وهو يطلب الإذن في تخاذله عن الجهاد في سبيل الله يقدم المسألة بأنه متدين، وأنه يخاف من الجهاد الوقوع في الفتنة، فيرى في تحركه الجهادي مدعاة للوقوع في الفتنة.
وهم يحكون أنه في عصر النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) جاء أحد المحسوبين على الإسلام إلى الرسول، يطلب من الرسول أن يأذن له في التخلف عن الجهاد، قال أنه لا يطيق الابتعاد، الابتعاد عن أهله عن زوجته، ويخاف الوقوع في المحظور وخصوصاً إذا شاهد بنات الروم، هذا التلفيق السخيف وهذا التظاهر السخيف والزائف بالدين، ومن منطلق يريد أن يتخلف عن الجهاد باسم ماذا؟ باسم التدين، وهناك كثير من هذه النوعية، يقدم نفسه على أنه متدين، وأنه يخشى من الجهاد بعض المحق أو خلل في دينه أو تصرفات أو أشياء قد تبطل تدينه أو تحبط إيمانه، فيرى أن الجهاد مدعاة للوقوع في الفتنة بأي شكل من أشكال الفتنة، ثم يحاول أن يجعل ذلك مبرراً دينياً لتخاذله.
اقراء المزيد